قوقل ايرث
يرصد أجسام على ارتفاع ثلاثة أمتار
خدمة "قوقل إيرث" تستعين بقمر صناعى جديد لتصوير الأرض
محيط: انتشر برنامج جوجل إيرث الإلكتروني وذاع صيته فى الآونة الأخيرة بعد دخوله كطرف فى العمليات العسكرية فى الكثير من البلاد لما يكشفه من أماكن كانت محاطة بعبارة "ممنوع الاقتراب أو التصوير" لذلك عمدت شركة جوجل المنتجة للبرنامج إلى إجراء الكثير من التحديثات عليه، فقامت مؤخراً بالاتفاق مع مؤسسة "ديجيتال جلوب" الأمريكية على إطلاق قمر صناعى لصالح هذه الخدمة.
وأعلنت "ديجيتال جروب" أن القمر الجديد سيتم تزويده بكاميرا متطورة بمقدورها رصد أجسام على مسافة ثلاثة أمتار من الأرض وإظهارها عبر جوجل إيرث على شبكة الانترنت.
وأظهرت الشركة فى بيان لها أن القمر الجديد سيحمل اسم "وورلد فيو - 1" وسيدخل فى مداره وسيكون بمقدوره تغطية مساحة قدرها 290 ألف ميل مربع عبر صور عالية الوضوح لمسافات أقرب بواقع مترين على الأقل بالمقارنة بالكاميرات المستخدمة حالياً، بحسب صحيفة الأهرام المصرية.
وتواصل قوقل تطوير عرضها الجغرافي لمختلف الأماكن على سطح الأرض عن طريق زيادة حجم الصور شديدة الدقة التي التقطتها الأقمار الصناعية.
ويتوقع الخبراء أن تزيد هذه الخطوة من حدة الهجوم التى تقوده بعض الدول على البرنامج بحجة أن هذه الخدمة تقوم بفضح أسرارها العسكرية وهو ما حدث مؤخراً عندما ذكرت صحيفة يديعوت إحرونوت الإسرائيلية أن هذا البرنامج المطور الذي يتضمن أرشيفاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية يكشف مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية هامة.
وحذرت الصحيفة من أن البرنامج جعل من هذه المواقع أهدافا سهلة محتملة لمن يريد مهاجمتها، مضيفة أن جوجل طورت صور الأقمار الصناعية الخاصة بإسرائيل وضاعفت تقريباً من درجة وضوحها ودقتها خلال الأيام الأخيرة.
ووصفت الصحيفة البرنامج بأنه يمثل "نقطة قوة" للدول الأعداء على حد تعبيرها و"كنزا" للفصائل المسلحة، وأشارت إلى أن الصور تتكون من بيكسل واحد لكل مترين مربعين بالمقارنة إلى الصور السابقة التي تتكون من بيكسل واحد لكل 10-20 متراً مربعاً على الأرض.
ومن بين المواقع البالغة الحساسية الممكن رؤيتها تفصيلا مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وقواعد أساسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمفاعل النووي الإسرائيلي السري المثير للجدل في مدينة ديمونة بالصحراء الجنوبية، كما تعرف مستخدمو النت على موقع آخر ترددت مزاعم أنه مقر وكالة الاستخبارات الإٍسرائيلية الموساد وموقعها سري.
وفى نفس السياق أيضاً فقد أظهر تقرير إخبارى نشر فى جريدة تليجراف أن المقاومة في العراق تستخدم هذا البرنامج لتنفيذ هجمات ضد المعسكرات البريطانية والأمريكية.
وهذه المعلومات لم تأت من فراغ ولكن تم اكتشافها من خلال مستندات عثر عليها أثناء مهاجمة عدد من المنازل التي كان يختبئ فيها المسلحين.
وأشارت الصحيفة استناداً إلى دوائر استخباراتية أن عناصر المقاومة قد استخدمت برنامج قوقل إيرث فى تحديد المناطق المستهدفة ويظهر ذلك جلياً فى الصور التي تم العثور عليها والتى تظهر محيط مدينة البصرة الجنوبية وكانت تحتوي على مبان تفصيلية داخل المعسكر البريطانى.
بالإضافة إلى أهداف يمكن قصفها مثل الخيام وأماكن الغسيل والمراحيض كما أن خطوط الطول ودوائر العرض للأهداف المخطط قصفها كانت محددة على ظهر الصور.
وأوضح ضابط مخابرات بريطاني فى تصريحات أوردتها الجريدة أنهم يستخدمون برنامج "قوقل إيرث" لتحديد أكثر الأهداف سهولة لقصفها، وتتعرض المعسكرات البريطانية في البصرة بشكل يومي تقريباً لقذائف الهاون.
ويتيح برنامج قوقل إيرث تحديد الأماكن بسهولة كبيرة ودقة متناهية وبسرعة فائقة ، فما على مستخدم البرنامج سوى الضغط على منطقة ذات دلالة معينة وحينئذ ستنبثق إحدى نوافذ ديسكفري تضم روابطًا لكلا من ملفات الفيديو ومعلومات الموسوعة حول هذه المنطقة وتوضيح خطوط الطول والعرض، وعرض صور لهذه المناطق بما فيها أيضاً العسكرية.
وقد تم التقاط هذه الصور على مدار الثلاثة أعوام الماضية، ولم تحصل الشركة على موافقة كتابية من جميع الدول كي تعرض هذه الصور ذات الخصوصية الشديدة، فالصور المتاحة لكل الشعوب لا تعد خريطة بالمعنى الواسع لدى البعض، بل هي شكل تفصيلي لكل منطقة بتقسيماتها بشوارعها وربما بالسيارات التي تقف فيها.
وأتاحت خدمة Google earth صور جميع دول ومطارات وملاعب وسينمات العالم بل وحواريه بكل تفاصيلها بمن يقف فيها، وهي الخدمة التي أحدثت هزة في العالم نتيجة خوضها في المحظور وانتهاك خصوصية دول وربما خدمة الإرهابيين لمراقبة العالم عبر الإنترنت.
جدير بالذكر أن شركة قوقل قد أطلقت هذه الخدمة بالتعاون مع شركة Keyhole التي اشترتها الأولى منذ ثلاثة أعوام وهي شركة متخصصة في الأنظمة الجغرافية بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية والطائرات، وتتيح شركة قوقل هذه الخدمة مجانا بل وتحميل البرنامج الذي يتعامل معها بدون أي رسوم عبر موقع
http://earth. google.com